السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احبتى فى الله والاخوه الكرام
اليوم حا اتكلم عن موضوع يمكن بعضنا ما يحب يجيب سيرته
ولكن لازم اخوانى نتفقه فى ديننا
يقول الله تعالى فى سوره البقره
{ الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ۗ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا ۚ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }
البقرة/229
الطلاق مأخوذ من الانطلاق والتحرر
فكأنه حل عقدة كانت موجودة وهي عقدة النكاح.
وعقدة النكاح هي العقدة التي جعلها الله عقداً مغلظاً وهي الميثاق الغليظ
فقال تعالى
{ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً }
النساء/ 21
إنه ميثاق غليظ لأنه
أباح للزوجين عورات الآخر
في حين أنه لم يقل عن الإيمان إنه ميثاق غليظ
قال عنه ميثاق فقط
فكأن ميثاق الزواج أغلظ من ميثاق الإيمان.
والحق سبحانه وتعالى
يريد أن يربي في الناس حل المشكلات بأيسر الطرق.
لذلك شرع لنا أن نحل عقدة النكاح
وركز معى هنا شويه
خد بالك ان نهاية العقدة ليست كبدايتها، ليست جذرية
فبداية النكاح كانت أمراً جذريا ازاى
أخذناه بإيجاب وقبول وشهود وأنت حين تدخل في الأمر تدخله وأنت دارس لتبعاته وظروفه
لكن الأمر في عملية الطلاق يختلف
فالرجل لا يملك أغمار نفسه بمعنى
فربما يكون السبب فيها هينا أو لشيء كان يمكن أن يمر بغير الطلاق
فيشاء الحق سبحانه وتعالى أن يجعل للناس أناة وروية في حل العقدة فقال
{ ٱلطَّلاَقُ مَرَّتَانِ } يعني مرة ومرة
ولقائل أن يقول: كيف يكون مرتين ونحن نقول ثلاثة؟
وقد سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله قال الله تعالى
{ ٱلطَّلاَقُ مَرَّتَانِ } فلم صار ثلاثاً؟
فقال صلى الله عليه وسلم مبتسما
{ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ }
البقرة/229
فكأن معنى { ٱلطَّلاَقُ مَرَّتَانِ }
أي أن لك في مجال اختيارك طلقتين للمرأة
إنما الثالثة ليست لك لماذا؟
لأنها من بعد ذلك ستكون هناك بينونة كبرى ولن تصبح مسألة عودتها إليك من حقك
وإنما هذه المرأة قد أصبحت من حق رجل آخر
{ حَتَّىٰ تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ }
البقرة/ 230
أما قول الرجل لزوجته أنت طالق ثلاثاً يُعتبر ثلاث طلقات أم لا؟
نقول: إن الزمن شرط أساسي في وقوع الطلاق
يعنى ايه
يطلق الرجل زوجته مرة
ثم تمضي فترة من الزمن
ويطلقها مرة أخرى فتصبح طلقة ثانية
وتمضي أيضا فترة من الزمن وبعد ذلك نصل لقوله
{ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ }
البقرة/229
ولذلك فالآية نصها واضح وصريح في أن الطلاق بالثلاث في لفظ واحد لا يوقع ثلاث طلقات
وإنما هي طلقة واحدة
صحيح أن سيدنا عمر رضي الله عنه جعلها ثلاث طلقات
لأن الناس استسهلوا المسألة
فرأى أن يشدد عليهم ليكفوا لكنهم لم يكفوا
وبذلك نعود لأصل التشريع كما جاء في القرآن وهو ( ٱلطَّلاَقُ مَرَّتَانِ).
وحكمة توزيع الطلاق على المرات الثلاث لا في العبارة الواحدة
والهدف هنا هو
أن الحق سبحانه يعطي فرصة للتراجع
وإعطاء الفرصة لا يأتي في نفس واحد وفي جلسة واحدة.
وارجع واقول برضه
إن الرجل الذي يقول لزوجته
أنت طالق ثلاثاً لم يأخذ الفرصة ليراجع نفسه ولو اعتبرنا قولته هذه ثلاث طلقات لتهدمت الحياة الزوجية بكلمة
ولكن عظمة التشريع في أن الحق سبحانه وزع الطلاق على مرات حتى يراجع الإنسان نفسه
فربما أخطأ في المرة الأولى
فيمسك في المرة الثانية ويندم.
وساعة تجد التشريع يوزع أمراً يجوز أن يحدث ويجوز ألا يحدث
فلا بد من وجود فاصل زمني بين كل مرة
وبعض المستشرقين يريدون أن يبرروا للناس تهجمهم على منهج الله فيقولون
إن الله حكم بأن تعدد الزوجات لا يمكن أن يتم فقال
{ وَلَن تَسْتَطِيعُوۤاْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ ٱلنِّسَآءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ }
النساء/ 129
ويقولون: إنّ الله اشترط في التعدد العدل
ثم حكم بأننا لن نستطيع أن نعدل بين الزوجات مهما حرصنا
فكأنه رجع في التشريع هذا منطقهم.
ونقول لهم: أكملوا قراءة الآية تفهموا المعنى
إن الحق يقول
{ وَلَن تَسْتَطِيعُوۤاْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ ٱلنِّسَآءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ }
ثم فرع على النفي فقال:
{ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ ٱلْمَيْلِ }
النساء/ 129
وما دام النفي قد فُرِّع عليه فقد انتفى
فالأمر كما يقولون: نفي النفي إثبات.
أن الاستطاعة ثابتة وباقية وكان قوله تعالى
{ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ ٱلْمَيْلِ }
إشارة إليها.
وكذلك الأمر هنا
{ ٱلطَّلاَقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ }.
البقرة/229
فما دام قد قال
{ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ }
البقرة/229
وقال: { ٱلطَّلاَقُ مَرَّتَانِ}
أي أن لكل فعل زمناً
فذلك يتناسب مع حلقات التأديب والتهذيب
وإلا فالطلاق الثلاث بكلمة واحدة في زمن واحد
يكون عملية قسرية واحدة
وليس فيها تأديب أو إصلاح أو تهذيب
وفي هذه المسألة يقول الحق
{ وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُواْ مِمَّآ آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً }
البقرة/229
لأن المفروض في الزوج أن يدفع المهر نظير استمتاعه بالبضع
فإذا ما حدث الطلاق لا يحل للمطلق أن يأخذ من مهره شيئاً
لكن الحق استثنى في المسألة فقال
{ إِلاَّ أَن يَخَافَآ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ ٱللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ ٱللَّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا ٱفْتَدَتْ بِهِ }
البقرة/229
فكأن الحق سبحانه وتعالى
أراد أن يجعل للمرأة مخرجاً
إن أريد بها الضرر وهي لا تقبل هذا الضرر.
فيأتي الحق ويشرع
وما دام قد خافا ألا يقيما حدود الله
فقد أذن لها أن افتدي نفسك أيتها المرأة بشيء من مال
ويكره أن يزيد على المهر إلا إذا كان ذلك ناشئا عن نشوز منها ومخالفة للزوج
فلا كراهة إذن في الزيادة على المهر.
وقد جاء الواقع مطابقاً لما شرع الله
عندما وقعت حادثة جميلة أخت عبد الله ابن أبي
حينما كانت زوجة لعبد الله بن قيس فقد ذهبت
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت
أنا لا أتهمه في دينه ولا خلقه ولكن لا أحب الكفر في الإسلام
وهي تقصد أنها عاشت معه وهي تبغضه
لذلك لن تؤدي حقه وذلك هو كفر العشير
أي إنكار حق الزوج وترك طاعته.
وهي قد قالت: إنها لا تتهمه لا في دينه ولا في خلقه
لتعبر بذلك عن معانٍ عاطفية أخرى
فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعلم منها ذلك
فقالت لقد رفعت الخباء فوجدته في عدة رجال فرأيته أشدهم سواداً وأقصرهم قامة وأقبحهم وجهاً
فقال لها صلى الله عليه وسلم أتردين حديقته ؟
فقالت وإن شاء زدته
فقال صلى الله عليه وسلم
لا حاجة لنا بالزيادة ولكن ردي عليه حديقته
ويُسمى هذا الأمر بالخلع
أي أن تخلع المرأة نفسها من زوجها الذي تخاف ألا تؤدي له حقاً من حقوق الزوجية
إنها تخلع نفسها منه بمال حتى لا يصيبه ضرر
فقد يريد أن يتزوج بأخرى وهو محتاج إلى ما قدم من مهر لمن تريد أن تخلع نفسها منه.
ويتابع الحق سبحانه
{ وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُواْ مِمَّآ آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً }
البقرة/229
وهذا الشيء هو الذي قال عنه الله في مكان آخر
{ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَاراً }
النساء/ 20
اللهم ما ملأ بيوت المسلمين خيرا وبركه
وعافيه وسعاده
اللهم ما اصرف عنا وعن المسلمين
الهموم والمشاكل
والاذى والبؤس والفقر يا رب العالمين
سامحونى على الاطاله
والقاكم فى درس قادم ان شاء الله
تعليق